كلما تناثرت في السماء الغيوم... تساقط البشر في الحياة كثمرات جنية... وأي بشر حينما تكون أيامنا أعيادًا نستظل بظلها في فرح عامر بالخير والمسرات.
فالعيد... أنس تطيب الأيام بقدومه.. وتضيء سماؤها بنسيمه.. سيما وأنه يأتي بعد يوم عرفه والحج الأكبر
ونسأل الله بالقبول التام بإذن المولى عزيز المقام.
ففي العيد فرحًا لا يعادله فرح بفضل الله ومنته أن بلغنا هذا اليوم.. وأجزل لنا عطاياه الكريمة ومننه الفضيلة (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) إبراهيم 34
وجعل أعيادنا عبادة ماتعة نتأمل فيها جمال الحياة وطبيعتها.. وتغدوا أرواحنا محمّلة بأجمل هدايا الحب والتسامح والصفاء الوجداني.. لمن يحيطون بنا ونحمل لهم ويحملون لنا.. كل بوادر التهاني والتبريكات والأماني والأمل المتفائل بشذى عبير العيد.. وكل أيامنا أعيادًا ومسرات
يأتي العيد مكتسيًا حلة زاهية.. مطرزة بإشراقه الرحمات وأفضل العبادات
ففيه تظهر المسرات وتعلو على الوجوه البسمات وتطيب النفوس مبتهجات
يقول العلماء.. إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين.. ومن المباحات التي شرعها الله لنا وسنه رسوله صلوات الله عليه
وقد كان صلوات الله عليه يفرح بقدوم العيدين ويأنس بأيامه..ويقول فيما روي عنه.. إن في ديننا فسحة.. ويعجبه الفأل الحسن والسرور والبشر.. بل ويحث على إظهار السرور والاحتفال المباح بالعيد
وتلك الفرحة فرحة العيد مفروضة علينا من الله تعالى.. نلبس فيها الجديد.. ونشدوا بالقصيد والنشيد ونصافح في سعادة لقاء الأحبة وندعو لهم بعمر في طاعة الله مديد.
ومن أجمل فرح العيد أن ننسى أحزاننا وآلامنا.. ونجدد ثقتنا بالله أن منحنا أحسن العطايا
وخصنا بأجمل المزايا.. وفضلنا على جميع خلقه بالملة الحنيفية السمحة.. ويسر لنا الدين والِهداية.. وأوصانا بالدعاء لإخواننا المسلمين بالنصر المبين.. والفرج عن المهمومين.. وكشف كرب المبتلين
..فلنجعل من أيامنا القادمة نفحات من نسمات رمضان.. نسمات من طاعة وعباده نجدد بها عهدنا مع الله على البر والتقوى.. ومن العمل ما يحب سبحانه ويرضى
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا... فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس58
دامت أيامكم أعيادًا ومسرات.
الكاتب: فاطمة الخماس
المصدر: موقع لها أون لاين